مسقط، 26 يوليو 2025 – شهدت عدد من ولايات سلطنة عُمان خلال الفترة من 20 إلى 25 يوليو 2025م، تباينًا ملحوظًا في أنماط وتوزيع هطول الأمطار، وذلك نتيجة لتأثر أجواء السلطنة بعدة عوامل جوية. رصدت محطات الرصد الجوي في مختلف المحافظات كميات متفاوتة من الأمطار، مما أثر على الحياة اليومية للمواطنين والأنشطة الاقتصادية في بعض المناطق.
المنخفض الجوي وتأثيره:
يعزى جزء كبير من هذه الأمطار إلى تواصل تأثير منخفض جوي موسمي، يترافق عادة مع تدفق للرياح الرطبة من بحر العرب، والذي غالبًا ما يتسبب في تشكل سحب ركامية وهطول أمطار متفاوتة الغزارة. كما تلعب العوامل المحلية والتضاريس الجبلية دورًا في تباين توزيع الأمطار، حيث تتركز عادة في المناطق الجبلية وعلى سفوحها.
توزيع الأمطار حسب الولايات:
وفقًا للتقارير الأولية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، يمكن تلخيص توزيع هطول الأمطار خلال الفترة المذكورة على النحو التالي:
* محافظة مسندم: شهدت المحافظة، وخصوصًا الأجزاء الشمالية منها، هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على فترات متقطعة، تركزت بشكل أكبر في المناطق الجبلية والساحلية المطلة على مضيق هرمز. وقد ساهمت هذه الأمطار في اعتدال درجات الحرارة نسبياً.
* محافظة شمال الباطنة وجنوب الباطنة: سجلت هذه المحافظات أمطاراً متفرقة، كانت في معظمها خفيفة وغير مؤثرة بشكل كبير على الحياة اليومية. لوحظت بعض الأمطار الرعدية الخفيفة في مناطق محدودة، دون تسجيل سيول جارفة.
* محافظة الداخلية والظاهرة: كانت الأمطار في هذه المحافظات أكثر غزارة في بعض المناطق، وخصوصاً على المرتفعات الجبلية مثل جبال الحجر الشرقي والغربي. تسببت بعض هذه الأمطار في جريان الأودية والشعاب بشكل محدود، مما استدعى بعض التحذيرات من عبور الأودية.
* محافظة شمال الشرقية وجنوب الشرقية: شهدت هذه المحافظات أمطاراً تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة، وخصوصاً في المناطق الواقعة بالقرب من سلاسل الجبال. كانت الأمطار أكثر وضوحاً في الولايات الجبلية مثل وادي بني خالد وقريات في جنوب الشرقية، مما ساهم في تحسين منسوب المياه في الأفلاج والآبار.
* محافظة الوسطى ومحافظة ظفار: لم تسجل هذه المحافظات كميات كبيرة من الأمطار خلال الفترة المذكورة، حيث لا تزال ظفار تستعد لموسم الخريف الذي عادة ما يبدأ في وقت لاحق. كانت الأجواء في الوسطى مائلة للاستقرار مع درجات حرارة مرتفعة نسبياً.
الآثار والتوقعات:
بشكل عام، كانت الأمطار التي هطلت خلال هذه الفترة مفيدة للبيئة، حيث ساهمت في ري المراعي وتغذية الطبقات الجوفية، وإن كانت بكميات متفاوتة. لم تسجل حوادث كبيرة أو أضرار بالغة نتيجة لهذه الأمطار، إلا أن الجهات المعنية دعت إلى توخي الحيطة والحذر، خصوصاً عند عبور الأودية أو التواجد في المناطق المنخفضة.
تستمر المديرية العامة للأرصاد الجوية في متابعة تطورات الحالة الجوية أولاً بأول، وتدعو الجمهور إلى متابعة النشرات الجوية الرسمية وتوخي الحذر في حال وجود أي تحذيرات جوية مستقبلية. من المتوقع أن تستمر الأجواء الصيفية مع احتمالية هطول أمطار متفرقة على بعض الولايات خلال الأيام القادمة، وذلك بناءً على التنبؤات الجوية الحالية.
